أخواتي إخواني أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة بمملكة هولندا

يطيب لي، ونحن نحيي الذكرى الـــ 67 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر، أن أتقدم إليكم بخالص التهاني وأصدق الأمنيات، سائلا الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة المباركة على وطننا الغالي بمزيد من التقدم والازدهار والنماء.

إن الفاتح من نوفمبر هو لحظة فارقة في تاريخنا المعاصر حيث أشهر فيها الشعب الجزائري الأبي أمام الاستعمار الغاشم رغبته الراسخة في استرداد سيادته المسلوبة وحقه المشروع في العيش الكريم، ضاربا بذلك أسمى صور التضحية والتضامن والتآزر والتي جعلت من ثورتنا المجيدة مصدر إلهام للعديد من الشعوب التواقة للحرية والانعتاق من نير القهر والطغيان.
لقد أبان الشعب الجزائري بكل بسالة وبطولة خلال مسار ثورته المجيدة عن رغبة راسخة للتخلص من الاستعمار وقاد ضده كفاحا باسلا وغير متكافئ من حيث الوسائل والامكانيات، ارتوت فيه أرض الجزائر الطاهرة بالدماء الزكية لمليون ونصف المليون شهيد، وخلف كذلك الآلاف من اليتامى والمعطوبين والأرامل وعدد لا يحصى من المهجرين.
لقد كانت ثورة شعبية تلاحمت فيها كافة شرائح المجتمع الجزائري من أجل هدف واحد، ألا وهو الاستقلال الكامل والتام عن الاستعمار ، وهنا أخص بالذكر المهاجرين الجزائريين بالخارج، الذين لم يدخروا جهدا في سبيل دعم الكفاح المسلح ولم يتأخروا لحظة في تقديم الدعم اللازم لإنجاح الكفاح المسلح وذلك ايمانا منهم بعدالة قضيتهم ورغبة منهم في بناء وطن تسوده القيم السامية للحرية والأخوة.
وبهذه المناسبة الخالدة لا يسعني إلا أن اترحم على أرواح شهدائنا الأبرار والمجاهدين الذين رحلوا عنا بعد أن قدموا زهرة شبابهم من أجل أن يحيي وطننا الغالي وينعم بالحرية بعد أكثر من قرن من الاستعمار، متضرعا إلى المول
ى عزوجل أن يتقبلهم في الفردوس الأعلى بين النبيئين والشهداء والصديقين.
تفضلوا، أخواتي وإخواني، بقبول فائق التقدير والاحترام.
السفير لوناس مقرمان

Partager cet Article!

NEWS ALGERIE